>> كان جلبابه الأبيض الفضفاض وعمامته الخضراء وشعر ذقنه الطويل
>>ومسبحته التي يتجاوز عدد حباتها المئة تزيده في نظر الناس مهابة
>>ووقاراً، وعندما قرّر أن يستأجر بيتاً تعمّد أن يكون البيت بالقرب من
>>المسجد ليتمكن من أداء جميع الصلوات جماعة، عرفه الناس في المنطقة
>>بسرعة كبيرة وأطلقوا عليه اسم «الشيخ مبروك» خاصة بعد أن أصبحت دروسه
>>الدينية التي كان يلقيها في المسجد تستقطب الكثير من الناس.
>>
>>
>>
>> زيارة الفجر
>>
>>
>>
>> في أحد الأيام، عندما كان يهم الشيخ مبروك بالخروج من
>>المسجد بعد الانتهاء من صلاة الفجر وجد امرأة تقف على بعد أمتار من
>>باب المسجد، وتطلب منه أن يذهب معها إلى البيت ليقرأ بعض الأدعية على
>>ابنتها التي لم تنم طوال الليلة الماضية بسبب آلام ألمّت بها، وافق
>>الشيخ على ذلك .
>>
>>
>>
>> وذهب معها إلى بيتها وعندما رأى الطفلة قال للأم لا
>>تقلقي فهذه مشكلة بسيطة. أخذ الشيخ مبروك يضع يده على جبين الطفلة
>>ويتمتم بأدعية غريبة، وأخيراً طلب منها أن تحضر له إناءً فيه ماء،
>>أحضرت السيدة الإناء وبدأ الشيخ يقرأ عليه.
>>
>>
>>
>> ويتمتم وبعد ذلك أعطاها الإناء وطلب منها أن تضع الطفلة
>>في الماء لمدة خمس دقائق، مؤكداً لها بأن الألم سيزول بعد ذلك مباشرة،
>>وعندما همّ الشيخ بالانصراف حاولت السيدة أن تعطيه مبلغاً من المال
>>لكنه رفض ذلك قائلاً لها:
>>
>>
>>
>> «متى كانت الأدعية تُقدم بثمن؟ أعيدي فلوسك إلى جيبك
>>فأنا يا ابنتي أفعل ذلك إرضاءً لله». حاولت السيدة أن تقبِّل «يده
>>الطاهرة» لكنه رفض ذلك وهو يقول «أستغفر الله.. أستغفر الله».
>>
>>
>>
>> لم يمض وقت طويل على هذه الحادثة حتى وجد ثلاث سيدات
>>ينتظرنه أمام المسجد وكل واحدة منهن تطلب طلباً خاصاً، فالأولى كانت
>>تريده أن يقرأ بعض الأدعية على ابنها، والثانية كانت تريده أن يقرأ
>>أدعية تُذهب عنها مرض المفاصل الذي لم يرحم شيخوختها، أما الثالثة فقد
>>كانت تريده أن يعمل «تعويذة» لابنتها كي تتزوج، فرغم أنها تجاوزت
>>الثلاثين عاماً إلا أن أحداً لم يتقدم لخطبتها.
>>
>>
>>
>> استمع الشيخ لطلبات السيدات الثلاث وأبلغهن ان عليهن أن
>>يأتين إلى بيته بعد صلاة العصر، وأن يكن طاهرات وعلى وضوء، في حين طلب
>>من السيدة الثالثة أن تُحضر له قطعة من ثياب ابنتها حتى يعمل لها
>>«التعويذة» التي ستجعلها تتزوج خلال أسبوعين على أكثر تقدير.
>>
>>
>>
>> في الموعد المحدد جاءت النسوة الثلاث حيث قرأ على ابن
>>السيدة الأولى أدعية استمرت نحو 5 دقائق، وكذلك فعل بالنسبة للسيدة
>>الثانية، أما الثالثة فقد أخذ منها قطعة الثياب التي تخص ابنتها ووضع
>>فيها بخوراً ثم جاء برأس دجاجة وأخرج ما فيه من مخ ووضعه داخل قطعة
>>الثياب ثم لفها على شكل مثلث ثم وضع كل ذلك في قطعة من النايلون
>>الأسود وأغلقها بإحكام.
>>
>>
>>
>> وبدأ يقرأ عليها بعض الأدعية ثم أعطاها للسيدة وقال لها
>>أن تضع هذا الحجاب تحت رأس ابنتها وسترى النتيجة المفرحة خلال عشرة
>>أيام أو أسبوعين على الأكثر، حاولت النسوة إعطاءه نقوداً لكنه رفض
>>ذلك.
>>
>>
>>
>> سمعة وصيت يملآن الآفاق
>>
>>
>>
>> خلال فترة لم تتجاوز الستة أشهر كانت سمعة الشيخ مبروك
>>قد وصلت الآفاق وانتشر اسمه في المنطقة والمناطق المجاورة حتى أصبح
>>بيته قبلة للمئات من النساء وبعض الرجال، بعضهم جاء يشتكي الشيخوخة
>>وأمراضها.
>>
>>
>>
>> وآخرون جاؤوا يطلبون علاجاً لعجزهم الجنسي، ومما زاد من
>>شهرته وثقة الناس فيه أنه لم يكن يأخذ نقوداً مقابل خدماته هذه، إلا
>>أن بيته لم يكن يخلو من الهدايا التي كانت تحملها له هذه السيدة أو
>>تلك.
>>
>>
>>
>> في أحد الأيام، جاءته سيدة يبدو عليها الثراء، وقالت له
>>إنها سمعت عنه وعن بركاته وإنها جاءت إليه من منطقة بعيدة أملاً في أن
>>يقدم لها يد العون، فابنها الذي يبلغ عمره 12 عاماً يشكو من مرض غير
>>معروف.
>>
>>
>>
>> فرغم أنه كان مثالاً للنشاط والحيوية إلا أنه فجأة أصبح
>>يشتكي من ذبول جسده شيئاً فشيئاً، رغم أنها ذهبت به إلى أطباء عدة إلا
>>أن أحدا لم يستطع تشخيص حالته المرضية.
>>
>>
>>
>> زيارة منتصف الليل
>>
>>
>>
>> طلب الشيخ مبروك من السيدة أن تذهب وترسل إليه من يأخذه
>>إلى بيتها بعد صلاة العشاء، وهكذا فعلت فبعد صلاة العشاء جاءت سيارة
>>فارهة أقلّت الشيخ مبروك إلى فيلا ضخمة تتربع على كورنيش البحر، عندما
>>دخل الشيخ مبروك إلى حديقة الفيلا وجد السيدة في انتظاره، رحَّبت به
>>ترحيباً يليق بمقامه، وطلبت منه أن يدخل ليرى ابنها لكن الشيخ طلب
>>منها أن يتجوَّل في الحديقة أولاً.
>>
>>
>>
>> وبعد أن جال في كل أرجائها تقدم إلى السيدة وهو يبتسم،
>>وقال لها مبروك يا سيدتي. قالت له السيدة باستغراب: مبروك على ماذا؟
>>فقال لها: لقد لقيت علاجاً ناجعاً لابنك، فهذا العلاج سيشفيه وسيجعلك
>>أغنى امرأة في العالم.
>>
>>
>>
>> طلبت السيدة من الشيخ أن يشرح لها ما يقول، فقال لها
>>يبدو أن أحد البحارة دفن «جرَّة» مملوءة باللؤلؤ الخالص في هذه
>>المنطقة، ولسبب غير معروف لم يأخذها وبقيت الجرَّة في مكانها حتى
>>الآن، وهي حالياً مدفونة على عمق أمتار عدة تحت تلك الشجرة (وأشار
>>الشيخ إلى شجرة داخل الحديقة).
>>
>>
>>
>> وأضاف على ما يبدو أن البحار عندما دفن الجرّة قرأ عليها
>>بعض «الطلاسم» حتى لا يأخذها أحد اللصوص، وهكذا كلما اقترب ابنك من
>>الشجرة ليلعب أو يمشي يتعرَّض لمرض ومشكلات لا يعرف أحد مصدرها، لكن
>>مصدرها الحقيقي هو تلك الطلاسم التي تحمي الجرَّة.
>>
>>
>>
>> فغرت السيدة فاها قائلة سيدي الشيخ وما الحل؟ فقال لها
>>بكل ثقة ما عليك إلا أن تخرجي الجرّة من تحت الشجرة فيشفى ابنك
>>وتصبحين أغنى امرأة في العالم بعد أن تبيعي ما بداخلها من لؤلؤ. قالت
>>السيدة: لكني أخاف أن أقترب من الشجرة، فأصاب بالمرض الذي أصيب به
>>ابني. فقال لها الشيخ: لا عليك سأتولى أنا هذا الأمر.
>>
>>
>>
>> عاد الشيخ إلى بيته وهو يفكر كيف يمكن أن يحل هذه
>>الطلاسم من دون أن يتأذى منها، ولم ينس قبل أن يغادر بيت السيدة أن
>>يوصيها بألا يعرف أحد بالموضوع إلا هو وهي.
>>
>>
>>
>> بعد يومين عاد الشيخ مبروك إلى الفيلا وقال للسيدة إنه
>>توصل إلى حل للطلاسم التي تحمي جرّة اللؤلؤ، لكنه مقابل ذلك يريد 500
>>ألف درهم، وخروفاً سميناً كي يذبحه، بعد أقل من ساعة كان المبلغ في يد
>>الشيخ مبروك.
>>
>>
>>
>> وضع الشيخ المبلغ في جيبه ثم توجه نحو الخروف وذبحه
>>بنفسه وقام بتصفية دمه ووضعه في إناء ثم أخذ الإناء وبدأ يتمتم عليه
>>بأدعية، ثم قام بعد ذلك برش دم الخروف على جذور الشجرة .
>>
>>
>>
>> وطلب من السيدة أن يبقى الدم على حاله، ثم قام بوضع قطعة
>>قماش كبيرة على جذور الشجرة، وقال للسيدة يجب ألا يقترب أحد من الشجرة
>>لمدة يومين، وبعد ذلك سيأتي هو وسيخرج جرَّة اللؤلؤ.
>>
>>
>>
>> انتظرت السيدة ثلاثة أيام لكن الشيخ مبروك لم يأت؛ فذهبت
>>إلى بيته وسألت عنه الجيران ومن في المسجد الذي كان يتردَّد عليه،
>>فكانت تسمع من الجميع جواباً واحداً هو أنهم لم يروا الشيخ منذ ثلاثة
>>أيام.
>>
>>
>>
>> أحسَّت المرأة بأنها وقعت في يد نصَّاب وأن مبلغ الـ 500
>>ألف درهم ذهب إلى غير رجعة، وأن جرَّة اللؤلؤ كانت مجرَّد فخ نصبه لها
>>الشيخ النصَّاب، فما كان منها إلا أن قدمت بلاغاً إلى الشرطة التي
>>عمَّمت بدورها أوصاف الشيخ مبروك على جميع المراكز والحدود.
>>
>>
>>
>> وكذلك أرسلت أوصافه إلى الدول المجاورة بعد بضعة أيام تم
>>إلقاء القبض على الشيخ مبروك في دولة مجاورة وبعد 24 ساعة من إلقاء
>>القبض عليه كان يجلس في أحد مراكز الشرطة أمام ضحيته ليعترف لرجال
>>التحقيق بكل ما نُسب إليه، لكنه دافع عن نفسه قائلاً إن السيدة هي
>>التي جاءت إليه فهو لم يذهب إليها ليبتزها أو ليسرق أموالها، بل هي
>>التي كانت تركض وراءه طالبة مساعدته.
>>
>>
>>
>> وعند سؤاله عن الـ 500 ألف درهم قال إنه أرسلها إلى
>>أسرته لأنها في حاجة ماسة إلى هذا المبلغ، وقال لضابط التحقيق اسجني
>>أي مدة تريد، فأنا لا أهتم للسجن بعد أن أمَّنت مستقبل أولادي.
>>
>>
>> المصدر: جريدة البيان الاماراتية
>>
>> هذه القصه ان دلت على شيئ فهي تدل على الجهل و قلة الدين لدى البعض
>>مما يدفعهم الى تصديق اي دجال يتخفى بهيئة الشخص الملتزم
>>
>> و المسؤولية هنا تقع على الناس ممن شجعوا هذا الشخص على ممارسة
>>دجله و على المسؤولين في وزارة الاوقاف الذين سمحوا له باستغلال الجهل
>>و قلة الحيلة لدى البعض