منتديــــــــات آفــــــــــــاق الثقـــــــــــافة ..
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديــــــــات آفــــــــــــاق الثقـــــــــــافة ..

حيث الثقافه والمتعه بلا حدود ..
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لماذا أسلمت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبــدو
المشـــــرف العــــــــام
المشـــــرف العــــــــام
عبــدو


عدد الرسائل : 1205
تاريخ التسجيل : 13/12/2006

لماذا أسلمت Empty
مُساهمةموضوع: لماذا أسلمت   لماذا أسلمت Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 22, 2006 1:03 pm

إسماعيل ويسلو زيجريسكي(بولندا)
Ismail Weislaw Zejierski
عالم في الاجتماع - مصلح- باحث اجتماعي
‎‎
ولدت في كاراكاو (بولندا ) في الثامن من يناير سنة 1900م من عائلة أشراف البولنديين، وكان والدي ملحداً، ولكنه كان يسمح لأطفاله أن يتعلموا الدين في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي يؤمن بها شكلاً -على الأقل - غالبية الشعب البولندي، والتي كانت تدين بها والدتي، فتعودت منذ طفولتي أن أحترم الدين، وأن أعتقد أنه من أهم العناصر في حياة الفرد والجماعة.
‎‎ وظاهرة أخرى في منزلنا، كان والدي منذ شبابه كثير الأسفار في مختلف بلاد أوروبا، وكان كثيراً ما يحدثنا عن مغامراته، تاركاً في نفوسنا الإحساس بالجو العالمي؛ فلم يكن يخطر على فكري تحامل على أساس الاختلافات العنصرية أو الإقليمية أو الثقافية، بل كنت دائماً أشعر أن وطني هو العالم بأسره.
‎‎ وظاهرة ثالثة تميز بها منزلنا، وهي روح التوسط وكراهية التطرف، فرغم انتساب والدي إلى أسرة أرستقراطية، فإنه كان يحتقر الطبقات اللاهية التي لا تعمل، ويكره التسلط والاستبداد مهما كانت صورته، ولكنه لا يؤمن بالإجراءات الثورية ضد النظام العام، بل كان يفضل التطور المبني على أحسن التقاليد الموروثة عن أسلافنا، وكان في الواقع نموذجاً للرجل الذي يؤمن بالطريقة الوسطى.
‎‎ فلا عجب بعد أن نشأت حراً في فكري ومهتماً بشكل خاص بدراسة المجتمع، أن أسلك "الطريقة الوسطى " في حل المشاكل العويصة المختلفة بين اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية مما نتعرض له في حياتنا، وكنت دائماً أشعر أن الحلول المتطرفة تتعارض مع طبيعة غالبية البشر، وعلى ذلك فإن "الأمر الوسط " هو وحده القادر على إنقاذ البشرية؛ وكنت أؤمن أن تنظيم المجتمع الإنساني لابد أن يرتكز على حرية منظمة، أو بتعبير آخر على نظام يحترم الحريات والتقاليد، وأن علينا أن نطور التقاليد لتلائم الأحوال القائمة.
‎‎ وهكذا كان لتربيتي على فلسفة "خير الأمور الوسط " أثرها في أن أصبح من المؤمنين بأفضلية أواسط الأمور، وأن يطلق عليَّ وصف: "تقليدي متطور ".
‎‎ وعندما كنت مراهقاً في السادسة عشرة من عمري، كنت كثير الريب في العقائد المختلفة التي تدعو إليها الكنيسة الرومانية الكاثوليكية "التي لا تخطئ" فلم يكن في استطاعتي أن أومن بالثالث المقدس، ولا بتحويل القربان إلى لحم ودم المسيح، ولا في وساطة القساوسة بين الناس والله، أو بين الله والناس، ولا في تنـزيه البابا عن الخطايا، ولا في فاعلية الكلمات والإشارات السحرية التي يؤديها القساوسة في الكنيسة.
‎‎ لم أكن لأستسيغ عبادة السيدة مريم أو القديسين أو التماثيل والصور والآثار وما إليها، وانتهى بي الأمر إلى إنكار ما كنت أؤمن به وإلى عدم الاكتراث بأمور الدين.
‎‎ ثم أعلنت الحرب العالمية الثانية، فحركت في قلبي الشعور بالدين من جديد، وأنار الله بصيرتي، فأدركت أن البشر يفتقرون إلى المثل العليا، وأنه لا يمكن التخلي عنها إذا أريد لهذه الإنسانية النجاة من الفناء والدمار؛ وأيقنت أن المثل المنشودة لا يمكن أن نجدها إلا في الدين.
‎‎ بيد أن الإنسان في عصرنا هذا لا يمكنه بأي حال أن يؤمن بدين كل عقائده وطقوسه تأباها عقول المفكرين؛ وأدركت كذلك أن الدين الذي يقدم للبشرية تشريعاً كاملاً وشاملاً، ينظم حياة الفرد وحياة الجماعة هو وحده القادر على أن يقود البشرية ويهديها سواء السبيل.
‎‎ درست الأديان المختلفة، وعلى الأخص تاريخ وأصول الصاحبية"الكويكرز" والتوحيد النصراني والبهائية والبوذية، فلم يقنعني أي واحد منها.
‎‎ وأخيرا ً "اكتشفت " الإسلام، حين وقعت على كتيب عنه بلغة "الاسبرانتو" كتبه مسلم إنجليزي اسمه إسماعيل كولين إيفانز، فتفتحت آذاني إلى نداء الله، وكان ذلك في فبراير سنة 1949م، ثم جاءني كتيب آخر من دار التبليغ الإسلامي (صندوق البريد 112 بالقاهرة ) مع بعض مؤلفات مولانا محمد علي.
‎‎ وجدتني على توافق مع الإسلام ومبادئه التي كنت آلفها منذ نعومة أظفاري؛ وجدت في الإسلام التشريع الكامل الشامل لكل وجوه الحياة، التشريع القادر على قيادة الفرد والجماعة تجاه إقامة "المملكة الربانية " على الأرض؛ التشريع الذي فيه من المرونة ما يجعله ملائماً لظروف العصر الحديث.
‎‎ إنني رجل متخصص في الدراسات النظرية لعلوم الحضارة والاجتماع، وقد أدهشتني النظم الاجتماعية التي يقررها الإسلام، وعلى الأخص الزكاة، وتشريع المواريث، وتحريم الربا، بما فيه فوائد رأس المال، وتحريم الحروب العدوانية، وفريضة الحج، وإباحة تعدد الزوجات في الحدود المرسومة؛ وفي كل هذه الأصول ضمان لسلوك السبيل المستقيم الوسط بين الرأسمالية والشيوعية، وتحديد دقيق لما ينشأ عن المنازعات الدولية، ووضع الأسس الثابتة للسلام الحقيقي كما تقبله العقول؛ ورسم للطريقة المثلى تحقيق التضامن الأخوي بين المسلمين على تباين أجناسهم وقومياتهم ولغاتهم وحضاراتهم وطبقاتهم.
‎‎ ولقد وضعت الشريعة الأساس الراسخ الذي يقوم عليه الزواج، هذا الأساس الذي لا يتعارض مطلقاً مع ما قرره علم وظائف الأعضاء أو مع الحقائق الاجتماعية، وشتان بين هذا الأساس في سلامته، وبين مبدأ زواج الواحدة الذي تؤمن به الشعوب الأوروبية شكلاً ولكن دون وفاء.
‎‎ وأختتم مقالتي هذه، بأني أحمد الله لعظيم فضله الذي أنعم به عليّ فهداني إلى الصراط المستقيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا أسلمت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا يرسب الطلاب فى الامتحانات ؟؟!!!!!!
» لماذا يكون بعض الناس اكثر جاذبية من غيرهم ؟؟!
» الحمير ترى الشياطين والديكة ترى الملائكة " لماذا "

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديــــــــات آفــــــــــــاق الثقـــــــــــافة .. :: أقسام آفاق الثقافه :: آفاق الثقافه العامه :: المنتدى الإسلامى ..-
انتقل الى: