حكومـــة السنيورة لن تسقط بسرعــة ..

نجاح المعارضة اللبنانية في إسقاط حكومة فؤاد السنيورة لن يكون بسهولة، وسيتوقف على تفعيل قوى المعارضة لتحركات شعبية مؤثرة كمحاصرة مقر الحكومة، ووقف العمل في المؤسسات،

وأشار المحللون إلى أن المعسكر الآخر المتمثل في قوى "14 آذار" والحكومة قادر على مواجهة شارع المعارضة من خلال جماهيرها، وهو ما سيؤدي حتما إلى "الكارثة" والفوضى العارمة بالبلاد

واستبعد توني فرنسيس المحلل السياسي اللبناني أن يؤدي الاعتصام المفتوح لسقوط حكومة السنيورة قائلا: "المعارضة لها جمهورها الذي يقدر بمئات الآلاف، ومعسكر 14 آذار والحكومة لهم أيضا جمهورهم، إضافة إلى آخرين كثيرين يرفضون الحالة الشارعية الحالية المتوترة".

وتابع قائلا: "في بلد يبلغ تعداده 4 ملايين ونصف نسمة ويشهد هذا الانقسام لا يمكن أن تسقط فيه أي حكومة بسهولة ما دامت المعارضة لا تملك الأكثرية".

وتوقع أن لا يقدم السنيورة استقالته لصالح حكومة أخرى غير واضحة البرنامج ولا الأهداف.

وأكد فؤاد السنيورة وقوى 14 آذار اليوم الجمعة على أن الحكومة باقية ولن تسقط إلا من خلال البرلمان.

للحد من الوصاية الأمريكية

غير أن محللين سياسيين آخرين تباينوا نسبيا مع وجهة نظر فرنسيس وبدوا أكثر ميلا لسيناريو سقوط الحكومة شعبيا.

وقال طلال عتريسي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية إن: "المعارضة تسعى إلى إسقاط الحكومة للحد من التدخل والوصاية الأمريكية في لبنان لكن، لا يتوقع أن تسقط الحكومة بسهولة فلديها دعم أمريكي قوي".

غير أن عتريسي أكد على أن استمرار الاعتصام لأيام قادمة سيحرج الحكومة، وسيدفعها مع قوى 14 آذار إلى الاحتكام هي الأخرى إلى الشارع بما سيؤدي إلى الصدام.

وحذر عتريسي من تداعيات عدم الرضوخ لمطالب المعارضة قائلا: المشهد سيكون كارثة بكل المقاييس وحالة عارمة من الشلل التام في جميع المرافق الاقتصادية بالبلاد.

واحتشد الآلاف من أنصار المعارضة اللبنانية في الساحات الرئيسية بالعاصمة بيروت اليوم الجمعة، مطالبين باستقالة حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بدعوة من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وقوى معارضة أخرى، فيما انتشرت أعداد ضخمة من القوات في الشوارع وحول المكاتب الحكومية التي حوصر فيها السنيورة وبعض من وزرائه.

قاسم قصير المحلل السياسي اللبناني ذهب إلى أن "نجاح المعارضة اللبنانية في إسقاط الحكومة الحالية مرتبط بمدى استمرارية الاعتصام والحشد الشعبي المؤثر".

وأكد قصير على أن "تطور الأوضاع الشعبية والميدانية باتجاه القيام بخطوات شعبية فعالة سيؤدي حتما إلى إحراج الحكومة ودفعها إلى تقديم تنازلات ما كدفع عدد من الوزراء إلى الاستقالة".

ومن هذه الخطوات بحسب قصير "محاصرة السراي الحكومي أو النجاح في وقف المؤسسات الرسمية عن العمل".

يشار إلى أن مصدرا رفيعا في المعارضة قال في تصريحات لرويترز إن مؤيدي المعارضة يفرضون حصارا مفتوحا على مكاتب الحكومة ببيرة؛ حيث يتواجد السنيورة ومعظم وزرائه.

وأضاف المصدر: "يجري نصب الخيام للمحتجين لتطويق مقر الحكومة بغية وقف الحركة منه وإليه حتى تسقط حكومة السنيورة".
لا بد أن تنحني لإرادة الشعب

أما فيصل شاكر الخبير السياسي فذهب إلى أن "الحكومة الحالية إذا كانت ترى وتسمع فلابد أن تنحني لإرادة الشعب فاليوم خرج الشارع اللبناني بأعداد لا سابق لها بما يمثل تقريبا ثلث اللبنانيين، وعليه فإنها سقطت أمام الخيار الشعبي".

وأشار إلى أن "المخرج الوحيد للحكومة إما أن تذهب إلى انتخابات نيابية أو أن تستقيل".

وقطع د. عماد فوزي الشعيبي المحلل السياسي السوري بنجاح المعارضة الشعبية في إسقاط الحكومة. قائلا: "الإرادة الشعبية لابد أن تسقط أي حكومة خصوصا أنها أصبحت منتهية، ولا يمكن أن تحكم باسم لبنان".

وتابع قائلا: حكومة تحكم بما يمليه عليها السفير الأمريكي لا تصلح لأن تقود البلاد. وحذر شعيبي من أن الحكومة إذا أرادت أن تركب رأسها فستفتح الباب على فوضى عارمة بلبنان.