ممر التنميه والتعمير

ممر التنمية والتعمير
تأليف :د. فاروق الباز

الدكتور «فاروق الباز» أحد أهم العلماء العرب على مستوى العالم، مصري الولادة، والتعليم الجامعي، أكمل دراساته العليا في أميركا، ثم عمل في العديد في المناصب العلمية المهمة في الولايات المتحدة بين مراكز علمية في جامعة بوسطن، ونائباً للرئيس للعلم والتكنولوجيا في مؤسسة «آيتك» بولاية ماساتشوستس الأميركية.

وأسس إدارة مركز دراسات الأرض والكواكب في المتحف الوطني للجو والفضاء في واشنطن، وعمل في الوكالة الوطنية للطيران والفضاء «ناسا» وعمل سكرتيراً للجنة اختيار هبوط سفن برنامج أبوللو على سطح القمر، ورئيساً لفريق تدريب رواد الفضاء، إضافة إلى عمله في مصر.. وفي عشرات المؤسسات العلمية في العالم، ومستشاراً للرئيس الراحل أنور السادات.

وقد فاز بأكثر من 30 جائزة دولية علمية رفيعة المستوى، وسميت مدرسته الابتدائية في مصر باسمه، وأنشأت الجمعية الجيولوجية الأميركية جائزة علمية باسمه أُطلق عليها «جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء». وله أكثر من 12 كتاباً علمياً منها (أبوللو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة ، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت ،...الخ).

كتابه الجديد الذي صدر حديثاً في مصر بعنوان «ممر التنمية والتعمير»، واحد من أهم الكتب العلمية الحديثة الذي يبحث في إستراتيجية ومستقبل الأجيال المصرية القادمة، والكتاب تخصصي في دراسة صحاري مصر التي قضى فاروق الباز ثلاثون عاماً في دراستها، ويهدف من هذا البحث أن يجد وسائل أخرى بتخفيف ازدحام المدن العربية، والانتقال إلى الصحراء وتعميرها،

وإعادة تأهيل تربتها لإعادة إنتاج الغذاء، ومحاولة إيجاد فرص لازدهار الاقتصاد الوطني، بالتمدد خارج مراكز المدن المكتظة بالسكان، والدكتور الباز يقول بهذا الصدد (في نفس الوقت ازداد عدد السكان ازدياداً مضطرداً في عدم وجود ما يكفي من فرص العمل أو إعداد المواطنين والمواطنات من الشباب لما يتطلبه سوق العمل في العصر الحديث، نتج عن ذلك ركود في الإنتاجية مما أضر بالاقتصاد الوطني أكثر فأكثر، وبقيت مصر في موقع لا يليق بها بين باقي الأمم).

ويشير الباز إلى تقدم العديد من دول العالم رغم معاناتها من زيادة السكان، وهو يجد أن الحل لا يمكن أن ينجح ببناء مراكز متفرقة هنا وهناك على حد تعبيره، بل يدعو إلى خطة شاملة ومتكاملة، لفتح آفاق في ميادين كثيرة في كل من الدلتا والصعيد والنوبة.

وينتقل أيضاً إلى هضبة الصحراء الغربية لتعزيز واقع التنمية والتعمير وفق 12 محوراً يقترحهم الباز تصل أطوالها إلى 1200 كم، وحسب رسم جغرافي يحدد الأبعاد الأخرى بما لا يقل عن هذا الطول من الكيلومترات، مما يعني أنه يطرح مشروعاً إستراتيجياً متكاملاً في حلوله بما في ذلك النقل ووسيلة الوصول إلى هذه المناطق الجديدة وارتباطها بالمدن الكثيفة بالسكان حالياً، وهو يمثل بمشروعه بما حدث في التاريخ .

أو ما يحدث عن الشعوب الأخرى، ويكمل الباز القول يؤهل المقترح الحالي إضافة إلى تسهيل النقل بين أطراف الدولة، الحد من التوسع العمراني في وادي النيل والدلتا بفتح آفاق جديدة للنمو بالقرب من التجمعات السكنية الكبرى، ومجالات لا حصر لها في استصلاح أراضي صحراوية، وإنشاء مشاريع جديدة للتنمية في مجالات الصناعة والتجارة السياحية.

يقدم لنا الباز دراسة موثقة بالصورة عبر الأقمار الصناعية إلى جانب رحلاته الميدانية في كل صحارى الأرض عموماً، وصحراء مصر الغربية على وجه الخصوص، إذ يقدم لنا دراسة مفصلة عن تاريخها وطبيعتها، وإمكانية إيجاد مصادر للمياه الجوفية في كثبانها عبر تطبيقات عملية في حفر تلك الآبار (إن هذه النظرية قد أثبتها حفر الآبار في كلِ من بحر الرمال العظيم، ومنتصف مسطح رمال سليمة).

في باب آخر ينقلنا الباز إلى الصور الفضائية وبدايتها في منتصف الستينات من القرن الماضي، وأثرها في استكشاف الكثير من الحقائق العلمية للصحارى، ومدن العالم والكرة الأرضية، وركز على (صور رواد الفضاء، صور أقمار المناخ، أقمار البث الآلي، أنظمة التصوير الدقيق، جهاز المعلومات الطبوغرافية، بيانات الرادار، استخدام تكنولوجيا المعلومات، نظم المعلومات الجغرافية).

وينتقل الدكتور فاروق إلى أهمية النقل في باب آخر خصصه للبحث في وسائل نقل الناس والغذاء والمنتوجات، وعلاقة ذلك بصحراء مصر من خلال دراسات ميدانية علمية (ولأن وادي النيل ودلتاه قد ضاقا بنا فلابد من التوسع بعيداً عن هذه الأرض الخصبة المعطاءة، لذلك لابد من فتح آفاق جديدة للتوسع العمراني والصناعي والزراعي والتجاري والسياحي، وما إليها بعيداً عن نهر النيل، ولابد أيضاً من تيسير حركة النقل بين المواقع الجديدة، ووادي النيل).

ما هو ممر التنمية والتعمير، من هذا السؤال ينقلنا الباز إلى مشروعه أو بالأحرى إلى مقترحه الذي يرتكز على خمس نقاط، تشمل إعمار مناطق مختلفة، وتهيئة وسائل الحياة من نقل وكهرباء ومياه، مع دراسة جدوى للمشروع، عبر خمسة محاور هي (المحاور العرضية، المحور الطولي، السكك الحديدية، أنبوب المياه، خط الكهرباء).

ثم يبدأ في تحليل دقيق ودراسة مستفيضة عن كل محور من تلك المحاور آنفة الذكر، ونذكر من هذه المحاور (محور الإسكندرية، محور طنطا، محور القاهرة، محور الفيوم، محور البحرية، محور المنيا، محور أسيوط، محور قنا، محور الأقصر، محور كوم أمبو أسوان، محور توشكى، محور أبو سمبل ـ بحيرة ناصر).

ثم يلخص صفات المحاور العرضية، ويقول في خلاصته (يشمل الملحق على ما يلزم من معلومات مبدئية أساسية للدراسات المتخصصة، تكفي هذه في نظري للبدء في حسابات الجدوى الاقتصادية، يجب إذن البدء في هذه الدراسات لكي يتم تأهيل الممر ليلعب دوراً في خلق ما يلزم للجيل الصاعد من فرص تؤهل بناء مجتمع حضاري منتج يعيد إلى مصر مكانتها المتميزة بين بلدان العالم).

وينتقل فاروق الباز إلى باب يتحدث من خلاله عن مزايا المشروع، وقد بلغت المزايا حسبما ذكره الباحث (12 ميزة)، يتوقع أنها ستدر على مصر الكثير من الفوائد الاقتصادية والمادية، وتحل العديد من الإشكالات الاجتماعية، وتوفر مئات بل آلاف فرص العمل للشباب، وهو يعتبرها الأمل الأساسي لشباب مصر على أنه يبقي الباب مفتوحاً للمزيد من الدراسة والمناقشة والحوار للصالح العام.

في باب آخر يذكر الدكتور الباز تاريخ البداية في التفكير بهذا المشروع، والذي حدده في عام 1974، ثم يعيد ذكر التواريخ والمناسبات التي تم التأكيد أو إعادة دراسة المشروع، إضافة إلى الاستفتاء الذي نُظم لعرضه على الرأي العام، وبرامج التلفاز التي اهتمت بالمشروع بكثافة، ولا يخاف الباحث من ذكر الآراء المناوئة للمشروع، فمثلما ذكر إيجابياته.

وأهدافه وميزاته، وتاريخه فهو يفرد باباً للآراء المضادة، وما كُتب في الصحف والمجلات في الضد من المشروع.ويخصص الباز باباً لتقييم المشروع، ودراسة الجدوى، وإمكانية تمويل المشروع وطنياً أو عربياً، وعالمياً، إذا أثبتت الدراسات فاعلية وجدوى المشروع الذي يطرحه.

*الكتاب: ممر التنمية والتعمير

وسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر

*الناشر: دار العين ـ القاهرة 2007

*الصفحات:192 صفحة من القطع المتوسط

مشاركة ممتعة من مشاركاتك لمصر والتنمية والتعمير للأستاذ الدكتور فارق الباز
شكرا لك لإختيار الموضوعات المميزة التى تفيد الجميغ
تقبلى مرورى

عدد الرسائل : 39 تاريخ التسجيل : 12/01/2007

موضوع قيم جدا

شكرا لك أستاذه زهرة الوادى

لك كل التقدير والإحترام

عدد الرسائل : 16 تاريخ التسجيل : 27/05/2007

زهرة

شكرا لك على موضوعك الثرى والقيم

موضوع جميل يا زوزو

يلا ورينا الهمه وشدى حيلك ومنتظرين موضوعاتك الجامده جدا جدا جدا .